مدينة القدس

تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبًا شرق البحر المتوسط، على رعن هضبة من هضاب جبال الخليل، التي تضم عددًا من الجبال بدورها، وهي: جبل الزيتون أو جبل الطور شرق المدينة، جبل المشارف ويقع إلى الشمال الغربي للمدينة، ويُقال له أيضًا "جبل المشهد"، وقد أقيمت فوقه في سنة 1925 الجامعة العبرية، ومستشفى هداسا الجامعي في سنة 1939، جبل صهيون ويقع إلى الجنوب الغربي وتكوّن البلدة القديمة جزءًا كبيرًا منه وتمر أسوارها من فوقه، جبل المكبر الذي سُمي بهذا الاسم عندما دخل عمر بن الخطاب القدس وكبّر على متنه، بالإضافة إلى جبل النبي صمويل، وجبل أبو غنيم. ترتفع القدس عن سطح البحر المتوسط نحو 750 مترًا (2,460 قدمًا)،[126] وعن سطح البحر الميت نحو 1150 مترًا (3,770 قدمًا).[127] بالإضافة إلى جبال القدس فإن هناك ثلاثة أودية تحيط بها وهي: وادي سلوان أو وادي جهنم[128] واسمه القديم "وادي قدرون"،[129] الوادي أو الواد، وادي الجوز، ونبع أم الدرج.[129]
كانت القدس محاطة بغابات من أشجار الجوز الزيتون الصنوبر منذ القدم، إلا أن الحروب والاستغلال البشري كان لها وقعٌ مدمّر عليها، فاختفت معظم هذه الغابات، وقد أثّر ذلك على تماسك التربة، فاضطر المزارعون إلى تشييد المدرّجات الزراعية على عدد من السفوح لمنع تآكلها وانجراف تربتها. شكّل شح المياه مشكلة للمقدسيين منذ العهود الأولى لاستيطان المدينة، فقاموا بتشييد عدد من القناطر والقنوات لجرّ مياه الأنهار، إضافة لعدد من البرك والآبار لجمع ماء الأمطار، وما زال البعض منها موجودًا بالبلدة القديمة.[130] ومن أبرز آبار المدينة بئر أيوب، نسبة إلى النبي أيوب، وهذه البئر هي التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت في القرآن بسورة ص، حيث جاء: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾،[127] كذلك من أبرز بركها أو عيونها، العين المعروفة بعين سلوان، وهي إحدى العيون الجارية التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت في القرآن أيضًا في سورة الرحمن: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾.[127] قال مجير الدين الحنبلي عن القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ:

تبعد القدس نحو 60 كيلومترًا (37 ميلاً) عن البحر المتوسط،[132] وحوالي 35 كيلومترًا (22 ميلاً) عن البحر الميت،[133] و 250 كيلومتر (155 ميلاً) عن البحر الأحمر، وتبعد عن عمّان 88 كيلومتر (55 ميلاً)، وعن بيروت 388 كيلومتر (241 ميلاً)، وعن دمشق 290 كيلومتر (180 ميلاً).[127] أما المدن والبلدات المجاورة للقدس فتشمل: بيت لحم وبيت جالا جنوبًا، أبو ديس ومستوطنة معاليه أدوميم شرقًا، مڤاسرت صهيون غربًا، ورام الله ومستوطنة گفعات زئيف شمالاً.[134][135][136]

متد أراضي بلدية القدس اليوم لتشمل مناطق شاسعة كانت في السابق قرى أو ضواحي للمدينة، فتشمل حدود البلدية كل من: بيت حنينا، كفر عقب، شعفاط، التل الفرنسي، جبل المشارف، الشيخ جراح، وادي الجوز، جبل الزيتون، البلدة القديمة، سلوان، العيسوية، رأس العمود، أبو الطور، جبل المكبر، صور باهر، أم طوبا، جبل أبو غنيم، بيت صفافا والولجة.

من جهة أخرى، أقامت إسرائيل العديد من المستوطنات، كما قامت بضم مستوطنات قديمة أخرى خارج حدود البلدية بعد احتلالها للقدس الشرقية عام 1967 وبناءها لجدار الفصل عام 2002، والذي عزل العديد من البلدات العربية عن القدس، كالعيزرية، أبو ديس، الرام، حزما، عناتا، السواحرة الشرقية، بيت إكسا، الشيخ سعد وقلنديا - حيث مطار القدس الدولي، والتي من المفترض أن تشكل الامتداد الطبيعي لتوسع الأحياء العربية في المدينة مستقبلاً. وهذه المستوطنات هي: مستوطنة عطروت، مستوطنة نيڤيه يعقوب، مستوطنة بيسغات زئيف، مستوطنة رامات أشكول، مستوطنة غيلو، مستوطنة هماطوس ومستوطنة ناليبوت مزراح.
القدس الغربية
أقدمت إسرائيل بعد قيامها عام 1948، على تدمير معظم القرى الواقعة غرب القدس، من أهمها: المالحة، دير ياسين، عين كارم، لفتة، والقسطل. وأقامت مكانها العديد من المستوطنات التي أصبحت تشكل فيما بعد مناطق القدس الغربية، وهي: گفعات شاؤول، بيت هيكرم، جبل هرتزل، كريات هيوفيل، عميق زيفائيم، يمين موشيه، ربحاميا، نحلاؤوت، محانيه يهودا، مئة سيعاريم، روميما وگفعات رام.[137]



شاركه على جوجل بلس

عن قرية البطانى الغربى

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق